ما أدوار المعلم في التعليم عن بعد؟
لا بد أن يسعى المعلم إلى تجديد مهاراته باستمرار، وقد عمد المعلمون إلى تعديل استراتيجياتهم و أساليبهم حين قررت المدارس التحول إلى التعليم عن بعد أثناء وباء كورونا في عام 2020 و حين أصبح كل ما يتعلق بالمدرسة يتم تنفيذه رقميا، فبدأوا بدمج المزيد من التكنولوجيا في غرفة الصف والدروس والاختبارات، مما أدى إلى تعديلات مهمة في دور المعلم التعليمي، فما أهم أدوار المعلم في التعليم عن بعد..
1ـ إنشاء بيئة تعلم مناسبة وجذابة:
الدور الحقيقي للمعلم في التعليم عن بعد أن يكون المعلم قادراً على تطبيق استراتيجية التعلم النشط، فلا يتوقف التعليم عند نقطة تلقي المعلومة الجديدة بل لا بدّ أن يعمل الطالب على قراءة المسائل وكتابتها وحلها والمشاركة في مناقشات غنية مع بقية الطلاب مما يسمح لهم بأن يعالجوا المعلومة ويفهموها.
2ـ تقديم الملاحظات والمراجعات البناءة وضمان التفاعل المستمر:
في بيئة التعلم عن بعد، يجب أن تضع في اعتبارك دائما أن الطلاب يحتاجون إلى ملاحظات ومراجعات منظمة لأنه من الضروري أن تعطي الأولوية للعمل الذي يقوم به طلابك من خلال إعطائهم الملاحظات والمراجعات مما يشعرهم بأنهم جزء من رحلة التعلم المتبادلة، وهذا يعني أن المعلم يجب أن يجعل الطلاب منتبهين دائماً فالتعليم عن بعد ليس مجرد انفصال جغرافي بين المتعلمين والمعلمين، بل إنه في الدرجة الأولى مفهوم تربوي، وسنتوقف عند نماذج التفاعل في الحصة الدرسيّة الناجحة للتعلم عن بعد بحسب أستاذ التربية في جامعة بنسلفانيا(مايكل جي مور):
التفاعل بين المتعلم والمحتوى:
ويرتبط هذا النوع من التفاعل ارتباطا وثيقا بمفهوم التعليم عموما وهي الإشارة الأساسية لمعرفة ما إذا كان المتعلم قد استوعب مادة التعلم أم لا، ويعتقد مور أن هذا النوع من التفاعل مرتبط بمفهوم هولمبيرج في 1986 المُسمى (المحادثة التعليمية الداخلية) ويدور هذا المفهوم بشكل أساسي حول أن المتعلم يقوم بالحديث مع نفسه حول المعلومات والمفاهيم التي يتلقاها من درس أو مقطع فيديو أو أي شيء آخر، ويمكنك بتحسين التفاعل بين المتعلم و المحتوى في الدروس عن بعد من خلال دمج الألعاب التعليمية في المحتوى.
التفاعل بين المتعلم والمعلم:
يحدث هذا النوع من التفاعل عندما يقدم المعلم محتوى الدرس ويحافظ على التواصل بعد الدرس مع المتعلم، ويكون ذلك باستخدام الأسئلة أو تعيين المهام وتقديم الملاحظات وفقا لذلك.
ومن خلال القيام بذلك، يمكن للمعلم توضيح المفاهيم غير الصحيحة والتأكيد على النقاط المهمة وتشجيع على المشاركة في مناقشات المجموعة، ويمكنك أيها المعلم تحسين التفاعل بين المتعلم والمعلم من خلال الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الحوار والتواصل مع الطلاب.
التفاعل بين المتعلم والمتعلم:
من المهم تكوين جو تعليمي يتحفز فيه الطلاب على مشاركة أفكارهم والعمل في مجموعات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة غرف الاجتماعات المصغّرة في الفصل الدراسي عبر الإنترنت حيث يمكن للطلاب المشاركة في العمل والمحادثات.
3ـ الاستفادة من التكنولوجيا للحصول على أفضل تجربة تعلم:
أهم المهارات التي يتطلبها التعليم عن بعد هو أن يستطيع المعلم استخدام تطبيقات التكنولوجيا فلقد أصبح التعليم الإلكتروني جزءا بالغ الأهمية من التعليم اليوم، فالمعلمون في المدارس والجامعات يستخدمون حلول التعليم الإلكتروني لتحسين جودة التعليم، فإذا كنت معلما فقد حان الوقت لبدء التخطيط لكيفية تضمين التكنولوجيا في المنهج الدراسي والفصول اليومية، ويمكنك دمج التقنية في فصلك التدريبي وأنشطتك وتقييماتك اليومية، تعد التقنية طريقة فعالة لمساعدة الطلاب على تحقيق درجات أفضل عند مشاركتهم بشكل أكبر في مواد التعلم.
4ـ تسهيل الوصول إلى مواد التعلم:
هذا يعني أنه على المعلم أن يسهل تجربة التعلم عن بعد للطلاب من خلال منحهم حق الوصول إلى العديد من مواد التعلم، حيث يمكنه استخدام ملفات الpdf وملفات الفيديو ووسائل التواصل كما بإمكان المعلم استخدام نظام إدارة التعلم (lms) وتستخدم أنظمة إدارة التعلم وحدة تخزين سحابية لتخزين المواد والأدوات في أي وقت، سيستفيد الطلاب أيضا من هذه الميزة في رحلة التعلم الافتراضي حيث سيكون لديهم الكثير من المواد والأدوات في متناول اليد.
5ـ تعزيز الاكتفاء الذاتي لدى الطلاب والبحث المستقل:
من بين مسؤوليات المعلم في التعلم عن بعد أن يساعد الطلاب على أن يصبحوا قادرين على التعلم الذاتي، وتدريبهم على المهارات اللازمة للبحث والتعلم المستقل ، مثل البحث العلمي، و التواصل وإدارة الوقت والعمل الجماعي وإجراء المزيد من القراءة.
6ـ ضمان تواصل وتعاون دائمين مع الطلاب:
التواصل المنظم مع الطلاب وأهاليهم واحد من الأدوار البارزة للمعلم في التعليم عن بعد لأنه سيسمح للطلاب أن يتواصلوا مع المعلم و يتبادلوا الأسئلة والنقاشات.
التعليم عن بعد فرض أدوارا ومسؤوليات جديدة على المعلم، وحالياً يتجه العالم أجمع إلى تكريس التعليم عن بعد والإيمان به كأسلوب تعليمي معاصر وناجح.