مهارات المتعلم في التعليم عن بعد
لا تقع مسؤولية التعلم عن بعد على المعلم الذي سيقدم المادة التعليمية فحسب، لا بد لطلاب العلم بذل الجهد وتطوير مهاراتهم للحصول على المعلومة والتواصل الفعال مع المعلم فالفرق الحقيقي بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد من ناحية مهارات المتعلم يكمن في أن المتعلم أصبح مسؤولاً عن تحديد مساره التعليمي، وتنظيم محتوياته وإدارة وقته، وبدلاً من أن ترعى المؤسسة التعليمية هذه الأمور له.
وهذا يعني أن المتعلمين صاروا مسؤولين عن بناء مستقبلهم العلمي والمهني بأنفسهم، وهذا لا يحدث ببساطة إلا إذا سعى المتعلم إلى الحصول على المهارات الأساسية للتحصيل الفعال في نظام التعليم عن بعد:
المهارات الأساسية التي يحتاجها المتعلم في التعليم عن بعد:
1ـ فهم خصائص شخصيتك:
توصلت الدراسات الحديثة عن طرق التعليم أن نمط الشخصية له أثر كبير في نوعية التحصيل العلمي فالشخصية المنفتحة تفضل الدراسة على شكل مجموعات وهذا يعني أن منصات التعليم عن بعد التي تقدم مؤتمرات الفيديو مناسبة لهم، لأنها تشبه إلى حد كبير قاعة المحاضرات وفيها الكثير من المتفاعلين.
أما الشخصيات الانطوائية فإنها تفضل التعلم عن طريق حضور فيديوهات مسجلة وذلك لأنها لا تحب التواصل مع مجموعة كبيرة من الأشخاص.
لذلك كان على المتعلم أن يعرف نفسه وخصائص شخصيته جيدا، لأن هذا سيساعده على رسم الخطّة التعليمية المناسبة وإلا كان التعليم عن بعد مرهقاً في حال كان غير متوافقاً مع شخصية المتعلم، بالإمكان أن يستعين المتعلم بالمستشار النفسي في تحديد نمط الشخصية الخاص به وإرشاده إلى الطرق المناسبة ليحصل فيها على المعلومة.
2ـ اختيار المجال المناسب:
يعد تعرفك إلى شخصيتك أمر جيد، عليك الآن اختيار المجال العلمي الذي يتوافق مع شخصيتك، وهناك العديد من المجالات والتخصصات وإليكم بعض الخطوات التي عليكم اتباعها لتحديد المجال المناسب لكم:
- اكتب أهدافك المهنية متخيلاً نفسك في المستقبل، اكتب هذا على ورقة بشكل عفوي ودون تفكير مبالغ به.
- اكتب مهاراتك التي تجيدها مثل: القدرة على التحليل أو التأثير على الناس أو الكتابة ثم قم بترتيبها من الأقوى إلى الأضعف.
- حدد خمس مجالات علمية تهمك: مثل علم النفس أو اللغات أو علم الحواسيب ثم رتب هذه المجالات بالتسلسل بحسب توافقها مع أهدافك.
- تفحص وتعرف إلى التخصصات والتفرعات المختلفة التي يتضمنها المجال العلمي الكبير الذي اخترته مبدأياً.
- أخيراً يمكنك البدء في التعلم عن بعد ما دمت قد أعطيت الأمر الوقت الكافي.
ثالثا: مهارة إدارة الوقت:
في نظام التعليم عن بعد تعد مهارة تنظيم الوقت من أول المهارات التي يجب أن يتحلى بها المتعلم، فعليه أن يضع برنامجاً خاصا به وعليه أن يلتزم بهذا البرنامج ويخلق الحافز لنفسه، وبعض المنصات حاولت أن إيجاد طرق لتذكير طلاب العلم و إجبارهم على جدولة دراستهم.
رابعاً: مهارات المذاكرة:
قد تكون مناهج التعليم عن بعد مختصرة لكنها غزيرة بالمعلومات التي يمكن أن تضيع بسهولة لذلك لا بد من نظام للمذاكرة واسترجاع المعلومات كي لا يضيع الطالب وقته ويتيح التعليم الإلكتروني الوصول السريع إلى الملخصات والأمثلة لمراجعتها، والمميز أن وضع برنامج للمذاكرة يعد مسؤولية المتعلم، وهناك العديد من طرق المذاكرة المتنوعة الفعالة يمكنك أيها المتعلم اعتمادها والاستمرار عليها لضمان جودة التعليم عن بعد.
أهمية تطوير المهارات في التعليم عن بعد:
بينما يركز نظام التعليم التقليدي على الكم، فتكون الغاية فيه زيادة عدد المتعلمين وتوفير اليد العاملة، أصبح العالم اليوم بحاجة إلى متخصصين بعمق في مجالاتهم، مما زاد من نسبة التنافس بين المتعلمين و بات التسابق على تحصيل المهارات وتطويرها كبيراً جداً، ولذلك فإن التسابق من قبل المتعلمين على تحصيل المهارات والعلوم أصبح يقتضي تسابقاً من قبل المعلمين لتطوير محتواهم وتحسينه.
واستعرضنا في مقالنا هذا أهم المهارات التي يحتاجها المتعلم في مجال التعليم عن بعد ليتمكن من التحصيل العلمي بأفضل الطرق وأحسنها.