كيف يتعلم الطفل القراءة والكتابة؟
تتطلّب القراءة والكتابة عملاً إرادياً، فالطفل يشعر بحاجته إلى الكلام منذ بداية حياته من أجل التعبير والتواصل، أما الحاجة إلى القراءة والكتابة قد لا تكون ملّحة على الإطلاق، و متطلبات المدرسة هي التي توجّه الطفل شيئا فشيئا، نحو القراءة والكتابة، ونلاحظ أن كثيراً من الأطفال يجد صعوبة في تعلم هاتين المهارتين اللغويتين، فالقراءة والكتابة مهارتان تحتاجان إلى التدريب والتأهيل، ولذلك كان على الأهل أن يساعدوا أطفالهم ويمهّدوا لهم الطريق لتعلم هاتين المهارتين و فيما يلي مجموعة من النصائح التي تجعل تعلم القراءة والكتابة بالنسبة للطفل أمرا سهلا وممتعا:
1ـ الكلام أولاً:
في البداية لن يستطيع الطفل القراءة والكتابة إلا إذا كان يتكلم جيداً، بحيث يستطيع أن يركب جملة كاملة من فعل وفاعل ومفعول به، فإذا لاحظتم تأخراً في كلام طفلكم، عليكم مراجعة الأخصائي، لأن ذلك يؤخر تعلّم القراءة والكتابة.
2ـ إجراء فحص طبي لنظر الطفل:
إذا لاحظتم أن الطفل يزمّ عينيه عند النظر إلى شيء أو أنه يقترب كثيراً من الكتاب لرؤية الحروف، فمن الضروري عرضه على أخصائي قبل إرساله إلى المدرسة، إن الاكتشاف المبكر لمشاكل النظر يساعد على توفير الوقت في تصحيح النظر وفي سرعة تعلم القراءة والكتابة.
3ـ فحص طواعية اليد:
إن الكتابة تتطلب تركيزاً في الحركة، ولذلك من المهم أن يتعلم الطفل تطويع حركات يديه بتعليمه عدة نشاطات: قص، معجون، تلزيق، شك وخرز، تركيب صور، تعبئة علب، رسم، تلوين، يمكننا أن نبدأ بهذه الأنشطة منذ سن مبكرة، إذا انزعج من نشاط معين لا ترغموه.. يمكن العودة إليه فيما بعد بشكل آخر.
4ـ عوّدوه الجلوس جيدا:
من الأمور التي تشجع الطفل على تعلم القراءة والكتابة عندما يجلس أمام طاولته الخاصة ويفضّل أن تكون هذه الطاولة بموازاته على كرسي نظيف، قدماه على الأرض، الصدر مستقيم، العمود الفقري مستند إلى ظهر الكرسي، اليدان موضوعتان على الطاولة والورقة أمامه، تثبتها اليد التي لا تكتب، وعليه أن يمسك القلم بين الإبهام والسبابة والوسطى فلا تسمحوا للطفل أن يكتسب عادة خاطئة في إمساك القلم.
5ـ نشّطوا ذاكرته:
إن بضعة تمارين لتنشيط الذاكرة تساعد الطفل على التركيز على القراءة والكتابة، حيث يتذكر دائما ما قرأه أو كتبه سابقا، من تمارين الذاكرة يمكن محادثته عما فعله أمس أو أول أمس، قبل ثلاثة أيام أو في آخر عطلة قضاها، كما أن في الأسواق ألعاب كثيرة لتنشيط الذاكرة.
6ـ ساعدوه كي يتعرف إلى الزمان والمكان:
فيما يتعلق بالزمان، يمكن تزويده برزنامة لدراسة الأيام والشهور والفصول، حيث نحيط كل فصل بلون مختلف ونشطب يوما كل صباح، كما نستعمل معه تعابير: أمس، أول أمس، الأسبوع الماضي، واستعمال قبل وبعد وأول وأخير ....
أما بالنسبة للمكان، يمكن دائما استغلال الفرص المناسبة، مثال: عندما نرتب الغرفة مع الطفل يمكن أن نقول: ((نضع السيارات الصغيرة في العلبة الزرقاء والكتب على الرف... )) يمكننا استعمال الأسلوب نفسه في مناسبات أخرى، في النزهة، المتجر... ((هل يمكنك أن تناولني السكر الموجود تحت الرف الكبير؟)) كما يجب أن يعرف الفرق، بين اليمين واليسار ويجب أيضا أن نشرح له أنّ كتابتنا تتجه من اليمين إلى اليسار، كل هذا سيسهل عليه تعلم القراءة والكتابة فيما بعد.
7ـ ابذلوا جهدكم ليحبّ الطفل القراءة:
إذا كان الطفل يعيش في محيط تكثر فيه الكتب، ويشاهد أهله يقرأون، أخوته وأخواته يقرأون، سيكون من الطبيعي أن تتولد لديه الرغبة بأن يفتح كتابا، لذلك لا تبخلوا باستغلال الفرص كي تقرأوا وتقصّوا حكايا لطفلكم...
ولكن لا تجبروه على قراءة ما قرأتموه في طفولتكم فربما كان ذوقه مختلفا، وقد يتسبب كتاب ليس على ذوقه وغير مناسب لعمره بكرهه للقراءة، اختاروا له الكتب التي تعجبه.
8ـ أمّنوا له زاوية مكتبة خاصة :
لا تضعوا كتبه بين لعبه، من الأفضل أن توفروا له زاوية مكتبة لكتبه أو رفا بمتناول يده لكتبه، كلما احتاج أن يعيش في عالمه الخيالي يأخذ كتابا ويتصفحه متنقلا في حكاياته الجميلة، من الضروري أن يعرف الطفل الكتاب قبل أن يبدأ تعلم القراءة، ويحبه كشيء بين يديه، يلمسه يتصفحه، يعضه، يعيده، يلعب به، وعندما يكبر قليلا يمكن تعويده على احترام كتبه والمحافظة عليها، كي يفتح الكتاب دون تمزيقه، ويحافظ على نظافته ولا يكتب بداخله ....
9ـ اهتّموا بكل ما يفعله وتحلّوا بالصبر:
إذا رغبتم أن يحب طفلكم القراءة والكتابة، يجب أن تشجعوه، في كل ما يقوم به حتى لو كان أخرقا فهو للفت نظر أمه في البداية ، ساعدوه على النجاح فيما تطلبونه منه ، وعندما ينجح سيزداد ثقة بمقدراته.
10ـ التدرج في تعليم الطفل القراءة والكتابة:
اطلبوا منه مثلا قراءة ما هو سهل عليه أو أقل من مستواه ، أو كتابة أشياء بسيطة، وعند نجاحه تتدرجون معه للأصعب...
كل طفل له مميزاته الخاصة، كما تختلف صعوبات الكتابة والقراءة من طفل لآخر، لذلك كان المعلم أو المربي الناجح أن يستوعب الطفل، فإن صادفته صعوبة ما، فبدلا من أن توبخوه وتنهّروه، حاولوا تفهمه ومساعدته على تخطيها.