الهجوم على نظام التثبيت الوظيفي في الجامعات: ما بين السياسة الفيدرالية وردود فعل الولايات

الهجوم على نظام التثبيت الوظيفي في الجامعات: ما بين السياسة الفيدرالية وردود فعل الولايات

الهجوم على نظام التثبيت الوظيفي في الجامعات: ما بين السياسة الفيدرالية وردود فعل الولايات

في خضم الجدل الدائر حول نظام التثبيت الوظيفي (التينور) في الجامعات الأمريكية، تبرز أسئلة ملحة: ما الذي يدفع بعض الولايات إلى استهداف هذا النظام؟ ولماذا أصبح التثبيت الوظيفي تحت المجهر السياسي؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على مستقبل التعليم العالي؟

ما هو نظام التثبيت الوظيفي ولماذا يتم استهدافه؟

نظام التثبيت الوظيفي هو ضمان وظيفي يُمنح لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات بعد فترة probation، مما يحميهم من الفصل التعسفي ويضمن حرية الأكاديمية. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح هذا النظام تحت الهجوم من قبل بعض السياسيين الذين يرون فيه عقبة أمام إصلاح التعليم العالي.

على سبيل المثال، في ولاية فلوريدا، تم تمرير قانون يسمح للمسؤولين بإعادة تقييم أعضاء هيئة التدريس المُثبتين كل خمس سنوات، مما أثار مخاوف من تقويض استقلالية الجامعات.

الدور الفيدرالي في الهجوم على التثبيت الوظيفي

على المستوى الفيدرالي، شهدنا تصاعدًا في الخطاب المعادي لنظام التثبيت، حيث يرى بعض السياسيين أن النظام يحمي الأساتذة "غير المنتجين" ويعيق التغيير في الجامعات. وقد حاولت بعض التشريعات الفيدرالية تقييد التمويل للجامعات التي تحافظ على نظام التثبيت القوي.

ومن الأمثلة العملية، مشروع قانون قدمه عضو الكونجرس عام 2021 يقترح ربط التمويل الفيدرالي للجامعات بتقييمات أداء الأساتذة المُثبتين.

federal education policy

ردود فعل الولايات: بين الدعم والمعارضة

في حين أن بعض الولايات مثل تكساس وفلوريدا تتجه نحو تقييد نظام التثبيت، نجد ولايات أخرى مثل كاليفورنيا وماساتشوستس تقاوم هذا الاتجاه وتدعم بقاء النظام كما هو. هذه الانقسامات تعكس الخلافات الأيديولوجية الأوسع حول دور التعليم العالي في المجتمع.

في ولاية إلينوي، على سبيل المثال، تم تقديم تشريع لحماية نظام التثبيت واعتباره ضروريًا للحفاظ على حرية البحث الأكاديمي.

تأثيرات محتملة على جودة التعليم العالي

يشير الخبراء إلى أن إضعاف نظام التثبيت قد يؤدي إلى:

  • تراجع حرية البحث الأكاديمي
  • زيادة هجرة العقول إلى ولايات أو دول أخرى
  • انخفاض جودة التعليم بسبب خوف الأساتذة من تناول مواضيع مثيرة للجدل

تجربة جامعة ويسكونسن، التي خففت من متطلبات التثبيت عام 2015، تظهر انخفاضًا ملحوظًا في عدد المتقدمين للوظائف الأكاديمية فيها.

academic freedom

المستقبل: سيناريوهات محتملة

يتوقع المحللون ثلاثة مسارات محتملة:

  1. استمرار التآكل التدريجي لنظام التثبيت في الولايات المحافظة
  2. ظهور نظام هجين يجمع بين بعض الحماية الوظيفية وتقييمات الأداء
  3. تعزيز النظام في الولايات التقدمية كرد فعل مضاد

تجربة جامعة جورجيا، التي تبنت نظامًا هجينًا عام 2020، قد تكون نموذجًا للتوازن بين المرونة والحماية.

الخاتمة: لماذا يهم هذا النقاش؟

هذا الجدل ليس مجرد نقاش أكاديمي، بل هو صراع حول القيم الأساسية للتعليم العالي. فالتثبيت الوظيفي ليس مجرد امتياز للأساتذة، بل هو آلية لحماية حرية الفكر والبحث العلمي من الضغوط السياسية والمالية.

Schoolizer