مهام المعلم الجديدة في عصر التقنيات الحديثة

مهام المعلم الجديدة في عصر التقنيات الحديثة

يؤثر المعلم تأثيراً كبيراً في بناء شخصية الطالب وإعداده للمستقبل، ويؤكد الباحثون أن المعلم سيكون العنصر المجدد لنوعية التعليم في السنوات المقبلة من القرن الحادي والعشرين، كما يؤكدون بأن تطور  التقنية وزيادتها لن يقلل من الحاجة إلى معلمين جيدين وبارعين في تدريسهم، بل تزداد الحاجة إلى استقطاب نمط جديد من المعلمين إذا ما أردنا تحسين النظام التربوي مستقبلا.

لذلك كان على معلمي المستقبل أن يكونوا نموذجا للمهارة في استخدام التقنيات الحديثة وتصميم البرامج التعليمية، لذا فإن برامج التدريب المهنية للمعلمين ينبغي أن تراعي المهام التعليمية الجديدة للمعلم وتمكينه منها.

والتقنيات التربوية الحديثة لا تعتبر بديلا عن المعلم، ولكنها أدوات في يده يستثمرها لتفعيل دوره وتعميق أثره التعليمي والرفع من قدرات طلابه إلى أقصى مدى ممكن، فالتقنية دعمت مهمة المعلم وجعلت منه دورا متميزا يستلزم توافر مهارات وكفايات متطورة، لتتوافق مع مجتمع المعلوماتية وحاجات الطلاب، مما وجه التعليم في دروب جديدة تخرج بوظيفة المعلم إلى أدوار جديدة.

وفي مقالنا اليوم سنسلط الضوء على الأدوار الجديدة للمعلم في عالم التقنيات الحديثة، لكن قبل ذلك كان علينا أن نستعرض معاً مهمة المعلم  التقليدية في محاولة للمقارنة بينهما، ليتوضح لنا  إلى أي مدى استطاعت تقنيات التعليم أن تغير من مهام المعلم.

وقفة مع مهام المعلم التقليدية:

سابقاً كان المعلم هو المصدر الأول للمعرفة، ولهذا  أهمل دور المتعلم كليا وجعل دوره سلبيا يتلقى ما يملى عليه دون إعمال العقل والفكر فيه، وقد كان المعلم ذاته يرى أن وظيفته الأساسية في الغالب هي:

  • نقل المعلومات إلى أذان المتعلمين.
  •  مع التقيد التام بما نص عليه المنهج من موضوعات.

وقد كان مدرسون كثيرون يدربون تلاميذهم على أسئلة الاختبارات، وطريقة الإجابة عنها، مما قلل من اعتماد التلاميذ على أنفسهم.

وكان نتيجة هذا سعي المعلمين إلى تلخيص المواد الدراسية، وضغطها في كتيبات لتكون خلاصة سهلة التناول مما أضعف من التعلم الذاتي لدى الطلاب، ومعنى هذا حرمان التلاميذ من التدريب على البناء.

مهام المعلم الجديدة في عصر التقنيات الحديثة:

ساهمت التقنيات التعليمية الحديثة في تطوير مهام المعلم ودوره وأضافت له أدوراً جديدة سنتوقف عندها في النقاط التالية:

التقييم:

ليتمكن المعلم من أداء مهمته، ويسهل عليه التعامل مع الطلاب، كان عليه أن يجيد التعرف على مزايا وخصائص كل طالب من طلابه، مثال ذلك : يحدد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب ومستوى قدرتهم على التحصيل، فيميز الفروق الفردية بين طلابه ويراعيها، ويحدد الطلاب الذين يحتاجون برامج تعليمية خاصة، ويكون على المعلم بعد ذلك أن يأخذ بيد الضعيف إلى الطريق الصحيح وتوجيه القوي المتمكن نحو المزيد من التطور.

التصميم:

من المهام المطلوبة حديثاً من المعلم تخطيط الأنشطة التعليمية المرتبطة بالأهداف التعليمية والسلوكية العامة، على أن تتناسب البرامج والأنشطة مستوى الطلاب والمتعلمين واحتياجاتهم.

توجيه العملية التعليمية:

وذلك من خلال اتباع طريقة منهجية تمكنه من ضبط المادة التعليمية وتحقيق التغذية الراجعة بشكل دقيق، وهذا يعني تجزئة المادة التعليمية إلى وحدات بسيطة وتقويمها بشكل متسلسل، مما يمكن الطالب  من تنفيذ البرنامج التعليمي ويقوي الدافعية للتعلم.

إعداد وتجهيز بيئة التعلم:

لا تقتصر مهام المعلم على تحليل سلوك المتعلم أو تعديله، وإنما يشمل هندسة سلوك المتعلم وذلك عن طريق: تحضير بيئة التعليم.

وطبعاً توجد صلة وثيقة بين هندسة السلوك وتحليل السلوك أو تعديله، فإعداد البرنامج التعليمي يجب مراعاة شروط التعزيز وتقويم السلوك.

مستشار اجتماعي:

فدوره يتضمن تشجيع التفاعل بين أفراد المجموعات ويحفز التواصل الإيجابي بين الطلاب، كما أنه يتعاون مع الآباء والزملاء من أجل تحسين العملية التعليمية بشكل عام.

متخصص في الوسائل التعليمية:

فالمعلم يجب أن يكون قادراً على استخدام الوسائل التعليمية وصيانتها وتقويم ارتباطها بالأهداف التعليمية.

ثمة فروق كبيرة بين النموذج القديم القائم على المدرس والنموذج القائم على المتعلم الفعال، فالنموذج الثاني يصبح المدرّس قائدا أو مدربا يساعد الطالب ليس على التعلم فحسب بل يعلمه كيف يتعلم وكيف يعمل ضمن مجموعة.

يمكننا أن نستنتج أن التقنيات الحديثة أضافت للمعلم أدواراً جديدة ولم تجعله ثانوياً، ولكن هذه المهام لن يتمكن المعلم تنفيذها بفاعلية إذا لم تتعاون كل جوانب العملية التربوية في سبيل تحقيق الأهداف التعليمية بنجاح.

   

 

Schoolizer