كيف تحقق بعض الولايات الأمريكية الإدماج الكامل للأطفال ذوي الإعاقة في الرعاية النهارية؟

كيف تحافظ بعض الولايات على دمج الأطفال ذوي الإعاقة في رعاية الطفل؟
ما الذي يمنع الأطفال ذوي الإعاقة من الحصول على رعاية متساوية في مراكز الرعاية النهارية؟ ولماذا تعتبر بعض الولايات الأمريكية نموذجًا يحتذى به في هذا المجال؟ وكيف يمكن تعميم هذه التجارب لضمان حقوق جميع الأطفال؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عليها في هذا المقال.
التحديات التي يواجهها الأطفال ذوو الإعاقة في الرعاية النهارية
يواجه الأطفال ذوو الإعاقة العديد من التحديات عند محاولة الانضمام إلى مراكز الرعاية النهارية، بدءًا من نقص الموارد المالية وانتهاءً بعدم توفر الكوادر المؤهلة. وتشير التقارير إلى أن العديد من المراكز ترفض استقبال هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتها على توفير البيئة المناسبة لهم.
على سبيل المثال، في ولاية كاليفورنيا، أفادت عائلة طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد بأنهم زاروا أكثر من 10 مراكز رعاية قبل أن يجدوا مركزًا واحدًا فقط يقبل ابنهم. هذه الحالة ليست فريدة، بل تتكرر في العديد من المناطق.
النماذج الناجحة في بعض الولايات الأمريكية
على الرغم من التحديات، تبرز بعض الولايات الأمريكية كنماذج ناجحة في دمج الأطفال ذوي الإعاقة في مراكز الرعاية النهارية. ولاية مينيسوتا، على سبيل المثال، تطبق برنامج "الرعاية الشاملة" الذي يوفر تمويلًا إضافيًا للمراكز التي تقبل الأطفال ذوي الإعاقة.
كما توفر الولاية تدريبًا خاصًا للمربيات والعاملين في هذه المراكز، مما يمكنهم من التعامل مع الاحتياجات المتنوعة للأطفال. وقد أدى هذا البرنامج إلى زيادة بنسبة 40% في عدد المراكز التي تستقبل الأطفال ذوي الإعاقة خلال السنوات الخمس الماضية.
دور التشريعات في حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة
تلعب التشريعات دورًا محوريًا في ضمان حقوق الأطفال ذوي الإعاقة. قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA) يمنع التمييز ضد هؤلاء الأطفال، لكن التطبيق يختلف من ولاية إلى أخرى.
في ولاية نيويورك، تم إصدار تشريع إضافي يلزم جميع مراكز الرعاية النهارية بتوفير التسهيلات اللازمة للأطفال ذوي الإعاقة، بما في ذلك تعديلات في البنية التحتية وتوفير أخصائيين في التربية الخاصة. هذه الخطوة ساهمت في تقليل حالات الرفض بنسبة 60%.
أهمية التمويل والدعم المالي
يعتبر التمويل أحد العوائق الرئيسية أمام دمج الأطفال ذوي الإعاقة في الرعاية النهارية. تقدم بعض الولايات منحًا مالية للمراكز التي تقبل هؤلاء الأطفال، مما يساعدها على تغطية التكاليف الإضافية.
ولاية تكساس، على سبيل المثال، تقدم ما يسمى بـ"منحة الإدماج" التي تغطي حتى 30% من التكاليف الإضافية للمراكز التي تستقبل الأطفال ذوي الإعاقة. هذا الدعم شجع العديد من المراكز على تعديل سياساتها وقبول المزيد من الأطفال.
دور المجتمع والأسر في دعم الإدماج
لا يمكن تحقيق الإدماج اكامل دون مشاركة فعالة من المجتمع والأسر. في ولاية أوريغون، تقوم جمعيات أولياء الأمور بتنظيم ورش عمل توعوية للمراكز والمجتمع المحلي حول أهمية دمج الأطفال ذوي الإعاقة.
كما تقوم بعض الأسر بتسجيل تجاربهم الإيجابية مع مراكز معينة، مما يشجع مراكز أخرى على اتباع نفس النهج. هذه الجهود المجتمعية تساهم في تغيير الصورة النمطية وتشجيع المزيد من المراكز على القبول.
الخطوات المستقبلية لتعميم النجاح
لتعميم هذه النماذج الناجحة، يجب اتخاذ عدة خطوات منها توحيد التشريعات بين الولايات، وزيادة التمويل الفيدرالي، وتكثيف برامج التدريب للعاملين في الرعاية النهارية.
كما يجب تعزيز التعاون بين المدارس ومراكز الرعاية النهارية لضمان انتقال سلس للأطفال ذوي الإعاقة بين المرحلتين. ولاية ميشيغان بدأت بتطبيق هذا النموذج التعاوني بنتائج مبشرة.