نيوجيرسي وتفريق الطلاب ذوي الإعاقة: لماذا تتصدر الولاية في الفصل التعليمي؟

نيوجيرسي وتفريق الطلاب ذوي الإعاقة: لماذا تتصدر الولاية في الفصل التعليمي؟
مقدمة: ما الذي يجعل نيوجيرسي مختلفة؟
تُظهر البيانات الحديثة أن ولاية نيوجيرسي تتصدر الولايات الأمريكية في إرسال الطلاب ذوي الإعاقة إلى مدارس منفصلة بدلاً من دمجهم في الفصول الدراسية العادية. ولكن لماذا؟ وكيف يؤثر هذا على مستقبل هؤلاء الطلاب؟
تشير التقارير إلى أن نسبة الطلاب ذوي الإعاقة الذين يدرسون في مدارس منفصلة في نيوجيرسي تصل إلى 13%، وهي النسبة الأعلى على مستوى البلاد. بينما تبلغ النسبة الوطنية حوالي 5% فقط. فما الأسباب الكامنة وراء هذه السياسة؟
السياسات التعليمية في نيوجيرسي: تاريخ من الفصل
الجذور التاريخية
تعود سياسة الفصل التعليمي في نيوجيرسي إلى عقود مضت، حيث كانت الولاية من أوائل الولايات التي أنشأت مدارس متخصصة لذوي الإعاقات الذهنية والجسدية. وعلى الرغم من التقدم في مفاهيم الدمج التعليمي، لا تزال هذه الثقافة راسخة في النظام التعليمي للولاية.
التشريعات الحالية
تتبع نيوجيرسي قانون الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA) الفيدرالي، لكنها تفسره بطريقة تسمح بنقل الطلاب إلى مدارس منفصلة إذا قررت المنطقة التعليمية أن ذلك في مصلحة الطالب. وغالباً ما يتم اتخاذ هذه القرارات دون مشاركة فعالة من أولياء الأمور.
آثار الفصل التعليمي على الطلاب
الجانب الأكاديمي
تشير الدراسات إلى أن الطلاب ذوي الإعاقة الذين يدرسون في فصول دراسية عادية يحققون نتائج أكاديمية أفضل على المدى الطويل. ففي ولايات مثل كاليفورنيا حيث يتم دمج معظم الطلاب، تتحسن مهارات القراءة والرياضيات بشكل ملحوظ.
الجانب الاجتماعي والعاطفي
يعاني الطلاب في المدارس المنفصلة من نقص في التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم، مما قد يؤثر على نموهم العاطفي وقدرتهم على الاندماج في المجتمع لاحقاً. تقول سارة، والدة طفل مصاب بالتوحد: "ابني كان يعزل في مدرسة خاصة، لكن عندما انتقلنا إلى ولاية أخرى وتم دمجه، تحسنت مهاراته الاجتماعية بشكل كبير".
المقاومة والتحديات نحو التغيير
مصالح المؤسسات الخاصة
تمتلك نيوجيرسي شبكة كبيرة من المدارس الخاصة التي تخدم الطلاب ذوي الإعاقة، والتي تمولها الحكومة بشكل كبير. هذه المؤسسات تمارس ضغوطاً لاستمرار النظام الحالي بسبب المصالح المالية المرتبطة به.
عقليات المربين
كشف استطلاع أن 62% من المعلمين في نيوجيرسي يعتقدون أن الطلاب ذوي الإعاقة يحصلون على تعليم أفضل في المدارس المنفصلة. هذه العقليات تشكل عائقاً رئيسياً أمام أي محاولة للإصلاح.
نماذج ناجحة للدمج التعليمي
تجربة ولاية مين
تعتبر ولاية مين من أنجح الولايات في تطبيق نظام الدمج الكامل، حيث تصل نسبة الطلاب ذوي الإعاقة في المدارس العادية إلى 98%. يعتمد نموذجهم على توفير الدعم داخل الفصل العادي بدلاً من عزل الطلاب.
التجربة الكندية
في مقاطعة أونتاريو الكندية، تم تطبيق برنامج "التعليم للجميع" الذي أدى إلى تحسين نتائج جميع الطلاب - وليس فقط ذوي الإعاقة - من خلال التركيز على تلبية الاحتياجات الفردية لكل طفل في البيئة التعليمية العادية.
المستقبل: هل من أمل للتغيير؟
حركات الإصلاح
بدأت مجموعات حقوقية مثل "تحالف نيوجيرسي للدمج التعليمي" حملات ضغط لتغيير السياسات. وقد نجحت في جعل القضية تحظى باهتمام أكبر في وسائل الإعلام والمجالس التشريعية.
دور التكنولوجيا
تساعد الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل برامج التواصل البديل وأدوات التعلم المتكيف على جعل الدمج التعليمي أكثر قابلية للتطبيق. وقد بدأت بعض مدارس نيوجيرسي في تبني هذه الحلول بنجاح.
كما يقول الخبير التربوي د. أحمد الخليفي: "الدمج ليس خياراً تربوياً فحسب، بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. وعلى نيوجيرسي أن تتعلم من النماذج الناجحة الأخرى".