المتعلم..محور العملية التعليمية:
تقوم العملية التعليمية على محورين أساسيين هما المعلم والمتعلم، وسابقاً كان الاعتقاد أن المعلم هو العمود الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية ، حيث يقع على عاتقه عبء نجاح العملية التعليمية أو نجاحها، ولكن النظريات الحديثة منذ أكثر من قرن بدأت تؤكد أن المتعلم هو محور العملية التعليمية وظهرت مصطلحات وعبارات مثل: (المتعلم أولاً) (التعلم الذاتي) (التمحور حول المتعلم)، وباختصار ظهر دور جديد للمعلم وهو التوجيه والإشراف.
محورية الطالب:
أن تتحول المحورية للطالب بدلاً من المعلم ليست خدعة سحرية ولا بدعة حديثة، وكان هذا الفكر موجودا منذ عصور العلماء العرب القدماء الذين كانوا يقطعون الدروب والصحارى ليحصلوا على معلومة بسيطة فلم يكن دافعهم تحصيل الشهادة الثانوية أو الإعدادية إنما سعيهم للعلم و شغفهم به، وفي السبعينات ظهرت فكرة محورية المتعلم في فرنسا في تعليم اللغة فالطالب يتحمل المسؤولية كلها عن تعليمه، أي أن يقوم الطالب بالتحضير والقراءة والكتابة في عمليات البحث والتحليل والاستنتاج وأن تتحول الحصص الدرسية لحلقة نقاش وعصفاً ذهنياً وتفاعلاً بين كل طالب في الغرفة، للوصول إلى نتائج علمية ومنطقية.
دور المعلم:
وفق هذا الطريقة يصبح دور المعلم مشرفا ومنسقا وموجها فقط، فهو الذي يدير دفة الحوار والتحليل والتفاعل، ويزود مجموعات الطلاب بتمارين ووظائف صغيرة مدروسة وعليهم الإنجاز والعمل وشرح إنجازاتهم، وهذا الأسلوب يقلل من الوقت الذي يتحدث فيه المعلم، ليزيد وقت المتعلم في التحدث عما فهمه ووصل إليه من معلومات، وليتمكن المعلم من تطبيق هذا المنهج عليه حضور تدريبات ودراسة مهارات هذا الأسلوب في التدريس، فالطالب حين يتحمل مسؤولية تعليمه تصبح النتائج رائعة.
مزايا محورية المتعلم في العملية التعليمية:
- عندما يصبح الطالب مسؤولا عن تعليمه يصبح مالكاً ومسؤولا عن أفعاله وينضج أكاديميا فلا يتغيب ويتفاعل بجدية مع الطلبة الآخرين.
- ينهي واجباته البيتية بنفسه.
- يتجنب إعطاء الأعذار عن تقصيره، وذلك لإدراكه أنه المسؤول الأول عن تعليمه.
- يصبح لديهم خطة يتبعها أولاً بأول طوال سنوات تعليمه في المدرسة وحتى التخرج.
- المهارات التي يتعلمها من خلال هذا الأسلوب تصبح جزءاً من شخصيته.
هذه بعض المزايا التي يمكن أن نلمسها بتطبيق محورية المتعلم في عملية التعليم، فإن تحمل المتعلم مسؤولية تعليمه يرفع إمكانياته ويؤهله كفرد ومواطن فعال وإيجابي في مدرسته وجامعته، وفي عمله وحياته وأسرته لاحقا.