هل تنسى ما قمت بدراسته؟ 4 حيل لذاكرة قوية
في سعينا وراء المعرفة، فإن ذاكرتنا هي أقوى حليف لنا وأكبر تحدٍ لنا في الوقت نفسه، فهي نظام معقد، قادر على القيام بنتائج مذهلة إذا ما عرفنا كيف نقوم بتوجيهها. لكن غالبا ما تواجهنا مشكلة النسيان التي تجعلنا نحبط بينما نقوم بتخزين المعلومات بداخلها. ومع ذلك، فإن فهم الطريقة الصحيحة لعمل الذاكرة هي الخطوة الأولى لكي نتقن التعامل معها!
سنستعرض في هذا المقال فهماً عميقاً للذاكرة والتذكر بالإضافة إلى نصائح واستراتيجيات عامة لتذكر ما تدرسه.
إقرأ المزيد : فن التعلم المتعمق: كيف تتجاوز حفظ المعلومات للفهم الشامل؟
كيف تعمل ذاكرتك؟
بداية إن الذاكرة هي عملية معقدة وحيوية تمكننا من ترميز المعلومات وتخزينها واسترجاعها. وتتكون هذه العملية من ثلاث خطوات رئيسية:
- الترميز أو التشفير: هذه هي المرحلة الأولية التي يتم فيها تلقي المعلومات الجديدة ومعالجتها من خلال طرق مختلفة مثل الترميز البصري والصوتي والدلالي واللمسي. وتلعب طريقة ترميز المعلومات دوراً حاسماً في كيفية استرجاعها لاحقاً.
- التخزين: تُخزّن المعلومات أولاً في الذاكرة قصيرة المدى STM، والتي تستغرق حوالي 15 إلى 30 ثانية ويمكنها الاحتفاظ بما يتراوح بين خمسة وتسعة عناصر. ولكي تنتقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى LTM، والتي تتمتع بسعة غير محدودة تقريبًا ويمكنها الاحتفاظ بالمعلومات إلى أجل غير مسمى، يجب تكرارها ومراجعتها بشكل نشط. تخزن الذاكرة طويلة المدى المعلومات على أساس المعنى وهي ضرورية للمعرفة التي نحتاج إلى الوصول إليها على مدى فترة أطول.
- الاسترجاع: يعتمد استرجاع المعلومات من الذاكرة على ما إذا كانت في STM أو LTM. ويكون استرجاع STM متسلسلاً، بينما تعتمد LTM على وجود ترابط، وهو ما يمكننا من استرجاع التجارب والحقائق والعمليات السابقة.
يمكننا القول بأن الذكريات يمكن أن تكون تصريحية (صريحة) أو غير تصريحية (ضمنية)، في إشارة إلى المعلومات التي نتذكرها بوعي مقابل ما نتذكره لا شعورياً، مثل المهارات أو العادات. وتتضمن عملية إنشاء الذكريات وتخزينها مناطق متعددة من الدماغ وتتأثر بحواسنا والعواطف المرتبطة بالتجارب. لذا إن فهم كيفية عمل الذاكرة أمر بالغ الأهمية لتطوير عادات دراسية فعالة وتحسين قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها.
إقرأ أكثر : أهم طرق الدراسة الفعّالة
4 طرق لتذكر ما تدرسه!
من الضروري أن ندرك أنه لا توجد تقنية واحدة مضمونة تضمن لك تذكر ما تدرسه. فالدماغ يحتوي على مجموعة من محفزات الذاكرة التي تُفعّل بواسطة مؤثرات مختلفة، ويختلف رد فعل كل شخص تجاه هذه المؤثرات. وهذا الأمر يحمل أهمية خاصة للطلاب الذين يسعون إلى تحسين أساليب المذاكرة وزيادة قدرتهم على التذكر السريع .
لذلك، قمنا بإعداد دليل يتضمن أمثلة وتقنيات تناسب أنواع الشخصيات المختلفة. قد يتطلب الأمر بعض الوقت لتعلم كيفية تحفيز عقلك لتذكر أي شيء تقريباً، لكننا نأمل أن تجد في هذا الدليل ما يساعدك على تحقيق أقصى استفادة من قدراتك العقلية.
مقالة ذات صلة : أهم أساليب التعلم المبتكر للمدرسين في 2024
-
حاول فهم المعلومات
يعتبر فهم جوهر ما تتعلمه أساسا للدراسة الفعالة. فالأمر يتجاوز مجرد حفظ الحقائق أو الأرقام، إذ يعني الفهم إدراك الكيفية والسبب وراء المعلومات. إليك بعض الخطوات التي تساعدك على التأكد من أنك تفهم المعلومات التي تدرسها حقًا:
أولاً قم بتفكيك المفاهيم المبهمة:
ابدأ بتقسيم الموضوعات المعقدة إلى عناصر أبسط، وابحث عن تشبيهات أو أمثلة واقعية ترتبط بالمفهوم.، ثم أنشئ مخططات أو رسوم بيانية أو رسومات تساعد في توضيح العلاقات بين أجزاء المعلومات المختلفة.
ثانياً اربط المعرفة الجديدة بما تعرفه بالفعل:
حاول إيجاد روابط بين المعلومات الجديدة وما لديك من معرفة سابقة، واستخدم أدوات مثل الرسم البياني المعرفي. هذا يساعد في خلق روابط ذهنية تجعل من السهل تذكر المعلومات الجديدة، ثم افهم السياق الأوسع للمعلومات. كيف تتناسب مع الصورة الأكبر؟ سيساعدك ذلك في تكوين فهم أكثر تماسكًا.
ثالثاً اطرح الأسئلة:
كن فضولياً و احرص دائماً على طرح أسئلة مثل "لماذا؟" و "كيف؟"، حيث تقود هذه الأسئلة إلى فهم أعمق للمعلومات. ولا تتردد في طلب التوضيح بشأن النقاط التي قد تكون مربكة بالنسبة لك. أيضا يمكنك أن استخدام موارد مثل المنتديات، المجموعات الدراسية، أو المعلمين للحصول على إجابات لأسئلتك.
رابعاً استخدم مصادر متعددة:
نوّع موادك الدراسية فلا تقتصر على كتاب دراسي واحد أو مصدر واحد. استكشف مقاطع الفيديو، البودكاست، المقالات، والكتب للحصول على وجهات نظر متنوعة حول نفس الموضوع. ثم قم بمقارنة كيفية تقديم المصادر المختلفة لنفس المعلومات. سيساعدك ذلك في تسليط الضوء على الجوانب المهمة وتوضيح أي سوء فهم لديك.
-
استخدم عين عقلك
تنشيط "عين عقلك" يعني استغلال قوة التصور لتعزيز الذاكرة والتعلم لديك. حيث تتضمن هذه التقنية إنشاء صور أو سيناريوهات ذهنية تمثل المعلومات، مما يسهل تذكرها. إليك بعض الطرق لاستخدام "عين عقلك" بفعالية أثناء الدراسة:
قم بممارسة التصور البصري:
كلما كانت الصور الذهنية التي تنشئها أكثر تفصيلاً وحيوية، كانت أكثر وضوحا وسهولة في التذكر. حاول تخيل الألوان، القوام، وحتى المشاعر المرتبطة بالمعلومات التي ترغب في تعلمها. هذا سيساعد على تعزيز الذاكرة وجعل المعلومات أكثر قابلية للاسترجاع.
لا تقتصر على استخدام البصر فقط؛ بل حاول إشراك جميع حواسك. تخيل الأصوات، الروائح، وحتى الطعم أو اللمس المرتبط بالمعلومات في تصورك. هذه الطريقة تعمق تجربة التعلم وتساعد على خلق روابط أقوى في ذاكرتك.
قم ببناء قصة حول المعلومات التي تتعلمها. القصص أسهل في التذكر من الحقائق المعزولة، حيث أن السرد القصصي يخلق سياقا يساعد على ربط الأفكار ببعضها البعض. استخدم الشخصيات والأحداث لتجعل المعلومات أكثر حيوية وجاذبية .باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك تعزيز قدرتك على التصور البصري وتحسين عملية التعلم بشكل عام.
إقرأ هنا : خطوات تساعدك على الدراسة بلا ملل
-
خذ قسط من الراحة
أخذ فترات استراحة أثناء الدراسة يعد أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على الطاقة الذهنية وتحسين الاستذكار ومنع الإرهاق. فيما يلي بعض النصائح لتحقيق أقصى استفادة من فترات الاستراحة:
- استخدم تقنية بومودورو وهي أن تدرس لمدة 25 دقيقة، ثم استراحة لمدة 5 دقائق. بعد أربع دورات، خذ استراحة أطول من 15-30 دقيقة. تحافظ هذه الطريقة على انتباهك وتحافظ على تركيزك.
- ولا تنسى أن تأخذ استراحة عندما تلاحظ انخفاضا كبيرا في التركيز أو الطاقة، لكن حاول أن تفعل ذلك قبل أن تصل إلى نقطة الإرهاق.
- خطط لفترات استراحة في أوقات منتظمة لضمان انتظامها وتجنب تخطيها.
-
تحدث إلى نفسك
يُعتبر التحدث إلى النفس، رغم أنه قد يُنظر إليه أحياناً على أنه سلوك غريب، أداة تعليمية قوية. يمكن أن يسهم هذا السلوك في تعزيز التركيز، وتقوية الذاكرة، وتوضيح عمليات التفكير. عند استخدامه بشكل استراتيجي، يمكن أن يؤدي الحديث مع النفس إلى تحسين نتائج الدراسة وزيادة قدرات حل المشكلات، بهذه الطرق يمكنك استخدام الحديث الذاتي بفعالية في روتينك الدراسي:
- بعد قراءة جزء من المحتوى، قم بتلخيصه بصوت عالٍ باستخدام كلماتك الخاصة. هذه الطريقة تعزز فهمك وتساعد في ترسيخ المعلومات في ذاكرتك.
- قم بطرح أسئلة حول المادة على نفسك ثم حاول الإجابة عنها. هذه المشاركة النشطة مع المحتوى تشبه أسلوب التدريس، مما يجعلها وسيلة فعالة لتعزيز التعلم.
إقرأ أكثر : خطوات إعداد الأسئلة للدرس
في النهاية
قد تبدو بعض هذه الأساليب غريبة في البداية أو قد تستغرق بعض الوقت لتطويرها. وكلما تدربت عليها أكثر، كلما أصبحت أسهل وطبيعية أكثر، وكلما زادت المعلومات التي يمكنك حفظها في الذاكرة. تذكر أيضًا أنك لست بحاجة إلى القيام بكل نصيحة في هذه القائمة. جرب القليل منها واكتشف أيها يناسبك.
تذكر أنه يمكنك تحديد موعد مع مدرب أكاديمي لمناقشة تقنيات الذاكرة، أو وضع خطة دراسية، أو التحدث عن أي مشكلة أكاديمية أخرى تواجهك لكي تتأكد أنك على الطريق الصحيح خلال عملية التعلم.
مقالة ذات صلة : كيف يمكنني إضافة مدرسين باستخدام سكولايزر؟