كيف غير ترامب وجه التعليم العالي؟ نظرة من داخل أربع جامعات أمريكية

ما الذي تغير في نظام التعليم العالي الأمريكي خلال فترة رئاسة دونالد ترامب؟ ولماذا أثارت سياساته جدلاً واسعاً؟ وكيف انعكس ذلك على الطلاب والأكاديميين؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عليها من خلال تحليل تأثير سياسات ترامب على أربع جامعات أمريكية.

1. سياسات الهجرة وتأثيرها على الطلاب الدوليين

شهدت فترة رئاسة ترامب تشديداً كبيراً على سياسات الهجرة، مما أثر مباشرة على الطلاب الدوليين في الجامعات الأمريكية. فقد تم تقييد تأشيرات الطلاب ووضع عراقيل جديدة أمام خريجي STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات).

على سبيل المثال، في جامعة ميشيغان، انخفض عدد الطلاب الدوليين بنسبة 15% خلال سنوات ترامب. يقول أحمد، طالب يمني في كلية الهندسة: "واجهت صعوبات غير متوقعة في تجديد تأشيرتي، وكاد الأمر أن يكلفني مقعدي الدراسي".

كما أثرت هذه السياسات على تنوع الحرم الجامعي وقدرة الجامعات على جذب المواهب العالمية.

2. التمويل الفيدرالي والقطاعات الأكاديمية

اقترحت إدارة ترامب تخفيضات كبيرة في التمويل الفيدرالي للتعليم العالي، خاصة في مجالات مثل الفنون والعلوم الإنسانية. هذا أثر بشكل خاص على الجامعات الحكومية التي تعتمد على الدعم الفيدرالي.

في جامعة ولاية أريزونا، اضطرت إدارة الفنون إلى إلغاء ثلاثة برامج دراسية بسبب نقص التمويل. تقول البروفيسور لورا جنسن: "فقدنا موارد مهمة كانت تدعم أبحاثنا وبرامجنا الإبداعية".

من ناحية أخرى، زاد التمويل في بعض مجالات مثل الدراسات الأمنية والدفاع، مما غير أولويات البحث العلمي

3. حرية التعبير والخطاب السياسي في الحرم الجامعي

أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يربط التمويل الفيدرالي بحماية حرية التعبير في الجامعات. بينما رحب البعض بهذا القرار، رأى آخرون أنه أدى إلى توترات في الحرم الجامعي.

في جامعة كاليفورنيا بيركلي، اشتبك الطلاب في احتجاجات حول خطاب الكراهية مقابل حرية التعبير. يقول مارك، طالب في السنة الثالثة: "أصبح الجو أكثر استقطاباً، وصارت النقاشات الأكاديمية مشحونة سياسياً".

هذه البيئة أثرت على طبيعة الحوار الأكاديمي وأساليب التدريس.

4. تغير أولويات البحث العلمي

ركزت إدارة ترامب على البحث التطبيقي الذي يخدم الأهداف الاقتصادية المباشرة، على حساب البحث الأساسي. هذا التغيير في الأولويات أثر على توجهات الجامعات البحثية.

في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، لاحظ الباحثون تحولاً في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة نحو مشاريع الوقود الأحفوري. تقول الدكتورة سارة خليل: "اضطررنا إلى تعديل خططنا البحثية لتتناسب مع مصادر التمويل المتاحة".

هذا التحول أثار مخاوف حول استقلالية البحث العلمي وتوازنه

5. مستقبل التعليم العالي بعد عصر ترامب

مع انتهاء عهد ترامب، تبحث الجامعات عن طرق لاستعادة التوازن ومعالجة التحديات التي خلفتها سياساته. بدأت بعض الجامعات في اتخاذ إجراءات تعويضية، مثل:

إنشاء صناديق دعم خاصة للطلاب الدوليين
إعادة هيكلة برامج التمويل الداخلي
تعزيز حوارات الحرم الجامعي حول حرية التعبير

في جامعة هارفارد، أطلقوا مبادرة "التعليم عبر الحدود" لتعويض انخفاض أعداد الطلاب الدوليين. يقول رئيس الجامعة: "نحن ملتزمون بالحفاظ على طابعنا العالمي رغم التحديات السياسية".